للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحسين بن علي كان يأمر الصبيان أن يصلوا الظهر والعصر جميعًا، والمغرب والعشاء جميعًا، فيُقال له: يصلون الصلاة لغير وقتها؟!

فيقول: «هذا خير من أن يناموا عنها» (١).

[٣ - يعلمونهم الصلاة بشكل عملي، وبصورة تطبيقية على أنفسهم]

ها هو أحدهم يعود من المدينة النبوية إلى قومه، فينادي فيهم ليجمعهم، رجالًا ونساءً، وصغارًا؛ ليُعلمهم الصلاة بصفتها وهيئتها تعليما عمليًّا؛ إنه: أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه -.

يقول عبدالرحمن بن غنم: إن أبا مالك الأشعري جمع قومه فقال: «يا معشر الأشعريين اجتمعوا واجمعوا نساءكم، وأبناءكم أعلمكم صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي صلى لنا بالمدينة».

فاجتمعوا، وجمعوا نساءهم وأبناءهم، فتوضأ وأراهم كيف يتوضأ، فأحصى الوضوء إلى أماكنه حتى لما أن فاء الفيء، وانكسر الظل قام، فأذن فصفَّ الرجال في أدنى الصف، وصف الولدان خلفهم، وصف النساء خلف الولدان، ثم أقام الصلاة، فتقدم فرفع يديه وكبر، فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، يُسرُّهما، إلى آخر صفة الصلاة.


(١) إسناده حسن: أخرجه ابن أبي شيبة (٣٤٩٤) عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر؛ به.
وحاتم هذا قال عنه الحافظ في «التقريب» (٩٩٤): "صدوق يهم".

<<  <   >  >>