للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تُحِسُّون فيها من جَدْعَاء (١)؟» (٢).

ومن هذا الباب: نرى تأكيد الله سبحانه وتعالى على اختيار ذات الدين، حتى لو كانت أَمَة؛ بقوله تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} (٣).

فالمؤمنة مع ما بها من ذلِّ الرقِّ، خيرٌ من المشركة مع ما لها من شرف الحرية، ورفعة الشأن (٤).

ثم نجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بنفسه وفي سيرته يحرص على غرس العقيدة الصحيحة في نفوس الصغار منذ نشأتهم وبدء نطقهم وفهمهم، بداية من توحيد الله - عز وجل -، وإفراده بالسؤال والطلب والاستعانة، إلى تعظيم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقَدْره وأوامره في النفوس.

[ففي جانب توحيد الله - عز وجل - وحبه ومراقبته والاستعانة به]

كان الغلام إذا أفصح من بني عبد المطلب؛ علَّمَهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية سبعًا: {الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريكٌ في الملك ولم يكن


(١) مقطوعة الأذن، أو الأنف، أو غير ذلك.
(٢) متَّفقٌ عليه: أخرجه البخاري (١٣٥٨)، ومسلم (٢٦٥٨)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٣) سورة البقرة (٢٢١).
(٤) القاسمي، «محاسن التأويل» (٢/ ١١٦).

<<  <   >  >>