للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لم يصادر أبو بكر حق الصبي في الاختيار، وإنما أرجأ الأمر لحين يكتمل له عقل، وتنضج له عاطفة؛ فعندها يستطيع الاختيار، أما وهو في سن لا يسمح له بذلك؛ فأمه أنفع له.

وقد استوعب عمر هذا جيدًا، ومرَّت الأيام، ووجد نفسه أمام خصومة كخصومته؛ فماذا يفعل؟!

ب- عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه -:

يقول عبدالرحمن بن غُنم: اختُصم إلى عمر بن الخطَّاب في صبي؛ فقال: «هو مع أمه حتى يعرب عنه لسانه فيختار» (١).

لقد قضى عمر بقضاء أبي بكر، وتشابهت القصة فتشابه الحكم، لكن: تُرى إن ميَّز الصبي؛ هل سيمضي عمر قضاءه؟

ها هي واقعةٌ تبيِّن بالفعل ما سيفعله عمر إن ميَّز الصبي واختار:

يقول عبدالله بن عبيد بن عمير:

طلَّق رجلٌ من أهل العراق امرأته وهي حبلى، فلم يطلقها بشيء


(١) إسناده صحيح: أخرجه عبدالرزاق (١٢٦٠٦)، وابن أبي شيبة (١٩١١٥).

<<  <   >  >>