للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورآه مرةً أخرى وهو يصيد يَعْسُوبًا (١)؛ فقال له: «خلِّ سبيله، هذا ينفع ولا يضر، يأكل الذِّبَّان (٢) والبَقّ (٣)» (٤).

- خامسًا: خُلُق الأمانة، وعدم التعدي على حقوق الناس:

لما علَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - رافعًا الغلام الصغير أن له من النخل ما سقط منه، وليس ما أسقط هو بيده؛ علَّم ذلك الصحابةُ صغارَهم، فنما هذا الخُلُق فيهم، بل وكان الكبار يكافؤونهم عليه.

في زمن عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - يخرج بعض الغلمان ليتلقطوا هذا البلح الذي يُقال له: الخلال، فخرج عليهم عمر، فلما رآهم ظن أنهم يُسقطونه من النخل، فشدَّ عليهم، وفرَّ الغلمان، وبقي واحدٌ منهم لم يفرَّ، ووقف ليواجه عمر، ويدافع عن نفسه!

إنه: سنان بن سلمة.

قال له: «يا أمير المؤمنين! إنما هو مما ألقت الريح».

فقال عمر: «فأرني أنظر، فإنه لا يخفى عليَّ».


(١) هو ملك النحل.
(٢) الذِّبان -بكسر الذال- جمع الكثرة لذباب.
(٣) البق: كبار البعوض، واحده بقة.
(٤) في إسناده من لم أعرف: أخرجه أبو بكر الشافعي في «الغيلانيات» (٩٣) من طريق عبيدالله بن محمد بن عبدالله بن علي بن حسين، عن أبيه، عن جعفر بن محمد؛ به. وعبيد الله وأبوه لم أقف لهما على ترجمة!

<<  <   >  >>