هؤلاء نسوة من الصحابيات، دُعين إلى عرس، فاصطحبن صغارهن معهن، وفي طريق العودة الصغار فرحين مسرورين؛ فإذا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يراهم فيقوم إليهم، وأنس بن مالك - رضي الله عنه - معه، يراقب تعليقه عليه الصلاة والسلام على هذا الفعل، فإذا به تعليق المقرِّ، الراضي بصنيعهن، بل إنه - صلى الله عليه وسلم - تفاعل مع فرحتهن، فصرح لهم جميعًا بمكنون قلبه؛ فقال لهم:«اللهم أنتم من أحب الناس إلي»(١). فيا لفرحة الصبيان المتضاعفة بعد هذه الكلمة.
- خامسًا: منحهم الحرية في اختيار أصدقائهم:
من السنن الاجتماعية الثابتة بين الناس: الصحبة والصداقة، فمن طبيعة النفس البشرية أن تُخالط الناس، وتتعرف عليهم، وتتخذ من بينهم ثلة، تقترب منهم، وتعيش معهم حياة الأخوة والصحبة والمحبة.
فإذا كان الصبي لن يعيش وحده، ويحتاج إلى أخوَّة وصداقة؛ فمن الجيد والمفيد أن يساعده والداه في اختيار هؤلاء الأصدقاء، وأن يشيرا عليه، لا أن يعنفاه، ويبعدانه عن أبناء سنه؛ فمثل هذا ينشئه منعزلا منطويًا.
مر معنا فيما مضى مرور أنس بن مالك - رضي الله عنه - على الصبيان وتسليمه