عليهم (١)، وحكى أن مثل هذا وقع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذي يستوقفنا في هذا المشهد الآن: كيف أن الآباء يتركون صغارهم على حريتهم، ليلهوا ويلعبوا مع أقرانهم، دون تضييق عليهم!
وكيف أن أنسًا -وغيره من الصحابة- يمر على الصبيان على حالتهم؛ فلا يفزعهم، ولا يخرجهم عن حالتهم من اللهو واللعب!
وقد يتدخل الوالد في ذلك بشيء من التوجيه والنصح، حرصًا على ابنه، كما نصح زين العابدين الحسين بن علي، ابنه أبا جعفر الباقر محمد بن علي، الذي نقل نصيحته بعد ذلك؛ فقال:
قال لي أبي يومًا:«لا تصحبن خمسة، ولا تحادثهم، ولا ترافقهم في طريق».
قلتُ: جعلت فداك يا أبه، من هؤلاء الخمسة؟
قال:«لا تصحبن فاسقا، فإنه بايعك بأكلة فما دونها»
قلتُ: يا أبه! وما دونها؟
قال:«يطمع فيها ثم لا ينالها».
قلتُ: يا أبه! ومن الثاني؟
قال:«لا تصحبن البخيل؛ فإنه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت إليه».