للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان أحقَّ من طبَّق هذا الهدي: أهلُ بيته، ومنهم: ابنته فاطمة عليها السلام.

يقول أبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين: كانت فاطمة ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لا يولد لها ولد إلا أمرت به، فحُلِق، ثم تصدقت بوزن شعره، ورِقًا» (١).

ولهذا الحلق في هذا التوقيت فائدة صحية للمولود، ذكرها ابن القيِّم؛ فقال:

"وكان حلق رأسه إماطة الأذى عنه، وإزالة الشعر الضعيف ليخلفه شعر أقوى وأمكن منه وأنفع للرأس، ومع ما فيه من التخفيف عن الصبي، وفتح مسام الرأس ليخرج البخار منها بيسر وسهولة، وفي ذلك تقوية بصره، وشمِّه، وسمعه" (٢).

- تعويذهم الصغار بالرقى والمعوذات؛ لدفع العين والحسد عنهم:

كما أن الأدواء تختلف، فكذلك الأدوية والعلاج، ومن هذه الأدواء


(١) إسناده صحيح إلى أبي جعفر: أخرجه عبدالرزاق (٧٩٧٣، ٧٩٧٤)، وابن أبي شيبة (٢٤٢٥٨).
وأبو جعفر لم يدرك فاطمة، فلعله أخذه عن أحد آل بيته.
وأخرجه البيهقي (٩/ ٥١١) بإسناد صحيح من طريق جعفر الصادق، عن أبيه، عن جده؛ به، فزاد في الإسناد جده: زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهذا يقوِّي الاحتمال السابق، فيصحَّح الأثر به إن شاء الله.
(٢) ابن القيم، «تحفة المودود بأحكام المولود» (ص/ ٧١).

<<  <   >  >>