قد يجمع الوالد لابنه -أحيانًا- عِدَّة وصايا في مجلس واحد، وذلك يختلف باختلاف الصغار، وباختلاف الوصايا التي تحتاج إلى جمع وإلى تفريق. ومن هذه الوصايا الجامعة؛ ما عهد به جعفر بن محمد الصادق إلى ابنه موسى الكاظم.
يقول بعض أصحاب جعفر الصادق: دخلت على جعفر وموسى بين يديه، وهو يوصيه بهذه الوصية، فكان مما حفظت منها أن قال: «يا بني! اقبل وصيتي، واحفظ مقالتي، فإنك إن حفظتها تعش سعيدًا وتمت حميدًا.
يا بني! من رضي بما قسم له استغنى، ومن مدَّ عينه إلى ما في يد غيره مات فقيرًا، ومن لم يرض بما قسمه الله له اتهم الله في قضائه.
ومن استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه.
يا بني! من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، ومن سلَّ سيف البغي قُتل به، ومن احتفر لأخيه بئرا سقط فيها، ومن داخل السفهاء حقر، ومن خالط العلماء وقر، ومن دخل مداخل السوء اتُّهم.