للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأخلاقية المتَّفق عليها، والتي يمكن تلخيص أهمِّها، وذكر بعض الصور المأثورة عنهم فيها؛ فيما يلي:

- أولًا: خُلُق التأدُّب مع الكبار:

توقير الكبير، لا سيَّما إن كان من أهل الفضل، أو العلم، من الأسس الأخلاقية الراقية، التي لا يختلف عليها العقلاء والمربون، ولهذا راعاها الصحب والآل مع صغارهم، خاصَّةً إذا ما جمعهم مجلسٌ واحدٌ، ولم يكن لقاءً عابرًا.

ولعلَّ أولى من يُقدَّم في الاحترام من الكبار: الوالدين.

ومع النصوص المتكاثرة في الحثِّ على البر، والترهيب من العقوق؛ إلا أننا نستل موقفًا واحدًا من تأديب الصحب للصغار في التعامل مع آبائهم، وقع على يد أبي هريرة - رضي الله عنه -.

يقول أبو غسان الضبي: خرجت أمشي مع أبي بظهر الحرة، فلقيني أبو هريرة، فقال لي: من هذا؟ قلت: أبي، فقال: لا تمش بين يدي أبيك، ولكن امش خلفه، أو إلى جنبه، ولا تَدَعْ أحدًا يحول بينك وبينه، ولا تمش فوق إجار أبوك تحته، ولا تأكل عرقًا قد نظر أبوك إليه، لعله قد اشتهاه" (١).


(١) إسناده ضعيف: أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٦٨٥٧)، من طريق أبي غنم الكلاعي، عن أبي غسان؛ به.
قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٨/ ١٣٧): "رواه الطبراني في الأوسط، وأبو غسان وأبو غنم الراوي عنه لم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات"

<<  <   >  >>