للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتعويد الأطفال على العبادة من الصغر، وتدريبهم عليها؛ طريقٌ مجرَّب منصوحٌ به من الصحب والسلف.

بل فوق ذلك: كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يرى أن الصغير الذي لم يجرِ عليه القلم تُكتَبُ حسناته، ولا تُكتب عليه سيئاته (١).

وهذا دافعٌ آخر للآباء والمربين للإقدام على تعويد الصغير على العبادة وممارستها قبل البلوغ.

وسيرًا من الصحب والآل الكرام، على منهاج خير الأنام، عليه الصلاة والسلام، فقد عنوا بتنشئة صغارهم على العبادة، تدريبًا وتعليمًا، أمرًا ونهيًا، إشهادًا وتلقينًا، كما يتضح من هذه النماذج التي بين أيدينا في أصناف العبادة المختلفة؛ ومنها:

- الوضوء:

مع أن تعليمه لم يُنصَّ عليه بصيغة الأمر كما وقع في شأن الصلاة؛ إلا أنه مما يُفهم بداهة، لكونها لا تُقبل إلا به، ما لم يكن ثمَّ عذرٌ بتركه.

وقد سلك الصحب والآل في تعليمه صغارهم كلا الطريقين: النظري، والعملي.


(١) إسناده صحيح: أخرجه ابن عبدالبر في «التمهيد» (١/ ١٠٥).
وسيأتي لاحقًا في ثنايا النماذج المذكورة تأكيد النبي - صلى الله عليه وسلم - على جواز أفعال العبادات من الصغار.

<<  <   >  >>