للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلاة بلا معالم تحدد الاتجاهات فيها، نعم، يعيش فيها سعيدًا، لكنه كالتائه، وهكذا بالنسبة للزمن يعيش فيه، لكنه تائه، فإن أُمر بالصلاة في أوقاتها: لم يستطع استيعاب علاقة كل صلاة بوقتها، ولم يدرك سبب اختلاف كل واحدة عن الأخرى من حيث اسمها (الفجر، الظهر، العصر، المغرب، العشاء)، فوقت كل صلاة ملمحٌ أساسٌ في إعطائها هويتها المميِّزة لها (١).

لكن صيغة الأمر تختلف عن مطلق التعليم، نعم، كانوا ينتظرون هذا العمر للأمر، أما مطلق التعليم نفسه: فكانوا يبتدؤونه قبل ذلك.

فهذا عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - كان يقول: «يُعلَّم الصبيُ الصلاةَ إذا عرف يمينه من شماله» (٢). وهذا من باب التعويد كما مرَّ معنا آنفًا.

[٢ - يوقظونهم للصلاة من غير إيجاب]

فهي محاولة أخرى لتعويدهم على تعظيم هذه العبادة، وتقديمها على الراحة والدعة، حتى وإن قام فلم يأت بالصلاة على وجهها، لكن تحقق المراد في هذه المرحلة، ومن هذا الفعل؛ وهو: التعظيم.

كان عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - يقول لأهل بيته: «أيقظوا الصبي


(١) محمد كمال الشريف، «تربية الطفل، رؤية نفسية إسلامية» (ص/ ١٥٩).
(٢) إسناده صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة (٣٤٨٥، ٣٤٩٦).

<<  <   >  >>