للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

عناية مبكِّرة

لما كانت تربية الأطفال والصغار بهذه المنزلة الهامة، والمكانة السامقة التي تمَّت الإشارة إليها في المقدِّمة؛ فقد أولاها الشرع عناية خاصَّة، بل ومبكِّرة، لا نعني من حين ولادتهن وخروجهن إلى الحياة؛ بل من قبل ذلك، من وقت البحث عن شريكة الحياة، التي ستقاسم الرجل المسؤولية والتربية، إذ هو مسؤول عنها وعن بيته، وهي مسؤولة عن بيته وأولاده (١)، "ومما صدر من الخواطر: أن الرجل والمرأة كالبيت من الشِّعْر، ولا يحسن في البيت من الشِّعْر أن يكون شطره محكمًا، والشطر الآخر متخاذلًا" (٢).

بل إن الشواهد تدل على أن ملكة التقوى كثيرًا ما تظهر في الولد تبعًا لأبويه، أو لأحدهما، أو للعمِّ، أو للخال.


(١) أخرج البخاري (٨٩٣) ومسلم (١٨٢٩) -واللفظ له- من حديث عبدالله بن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسئول عنهم، والمرأة راعيةٌ على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته».
(٢) محمد الخضر حسين، «الأعمال الكاملة- جمع علي الرضا الحسيني» (٢/ ١١١).

<<  <   >  >>