للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو الخطَّاب الحنبلي: "وقال أكثر العلماء: لا يقع هذا الاسم إلا على من أطال المكث معه على وجه التتبع له، وشرط الجاحظ وغيره مع ذلك أن يأخذ عنه العلم أيضًا" (١).

والخلاف في هذه المسألة وإن كان آيلا إلى النزاع في الإطلاق اللفظي؛ فالأرجح القول الأول، والله أعلم (٢).


(١) أبو الخطاب الكَلْوَذاني الحنبلي، «التمهيد في أصول الفقه» (٣/ ١٧٣).
(٢) قال الآمدي في «الإحكام في أصول الأحكام» (٢/ ٩٢): "ويدل على ذلك ثلاثة أمور:

الأول: أن الصاحب اسم مشتق من الصحبة، والصحبة تعم القليل والكثير، ومنه يقال صحبته ساعة، وصحبته يومًا وشهرًا، وأكثر من ذلك.
الثاني: أنه لو حلف أنه لا يصحب فلانًا في السفر، أو ليصحبنَّه، فإنه يبرُّ ويحنث بصحبته ساعة.
الثالث: أنه لو قال قائل: صحبت فلانا، فيصح أن يقال: صحبته ساعة أو يومًا أو أكثر من ذلك، وهل أخذت عنه العلم ورويت عنه، أو لا، ولولا أن الصحبة شاملة لجميع هذه الصور، ولم تكن مختصة بحالة منها، لما احتيج إلى الاستفهام".

<<  <   >  >>