للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الانفصال هو الاختيار الأفضل لهما، لكن: أين يذهب الصغير؟ هل يُجبَر على شيء ما؟

فيما بين أيدينا من نصوص ونماذج؛ نجد هؤلاء الأصحاب والآل، يُعطون للصغير حق الاختيار في ذلك، ومن هؤلاء:

أ- أبو بكر الصدِّيق - رضي الله عنه -:

يقول سعيد بن المسيب: طلَّق عمرُ بنُ الخطَّاب أمَّ عاصم، ثم أتاها عليها وفي حجرها عاصم، فأراد أن يأخذه منها، فتجاذباه بينهما حتى بكى الغلام، فانطلقا إلى أبي بكر!

أبو بكر يقضي في خصومة أحد طرفيها أقرب الناس إليه بعد نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فما يفعل؟

لقد اختار أبو بكر الأصلح للصبي، فقال لصاحبه: «يا عمر، مسحها وحجرها وريحها خير له منك؛ حتى يشب الصبي فيختار» (١).


(١) صحيح بطرقه: أخرجه ابن أبي شيبة (١٩١٢٣) بسند صحيح من طريق سعيد بن المسيب؛ به.

وسعيد وإن كان لم يسمع من عمر، على قول أبي حاتم الرازي، ويحيى القطان، إلا أنه محتجٌّ بمراسيله، ويدخل في المسند على المجاز، كما في «جامع التحصيل» للعلائي (ص/ ١٨٤). لكن له طرُقٌ أخرى تقويه؛ منها:
ما أخرجه ابن أبي شيبة (١٩١١٤) بسند صحيح عن عكرمة مولى ابن عباس، وفي (١٩١٢٢) بسند فيه ضعف من طريق عامر الشعبي، وفي (١٩١٢٤) بسند صحيح من طريق القاسم بن محمد بن أبي بكر.
جميعهم (عكرمة، والشعبي، والقاسم)، عن عمر؛ به.
وكلها روايات مرسلة، فليس فيهم من سمع من عمر!
لكن الأثر بمجموع هذه الطرق يصح إن شاء الله. والله أعلم.

<<  <   >  >>