للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بكرًا صغيرة- خَرْقاء مِثلَهنَّ (١)، فتزوَّجتُ امرأةً تقوم عليهن وتصلحهنَّ (٢)، تُعلّمهنَّ وتؤدِّبهنَّ (٣)، تمشطهنَّ وتقوم عليهنَّ (٤).

فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - له: «أصبتَ (٥)، بارك الله لك» (٦).

فيا لسعادة جابر، لا لتغلُّبه على شهوته وحظِّ نفسه وإيثار الآجل على العاجل فحسب؛ بل لإقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - له على فعله وتصويبه له.

يقول الحافظ ابن حجر: "وفي الحديث فضيلةٌ لجابر، لشفقته على أخواته، وإيثاره مصلحتهن على حظِّ نفسه. ويُوخذُ منه: أنه إذا تزاحمت مصلحتان؛ قُدِّم أهمهما، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - صوَّب فعل جابر، ودعا له لأجل ذلك" (٧).

وإذا كان هذا شأنَ فتى من الصَّحْب في الاختيار لتربية بنات صغيرات، لَسْنَ من صُلبه، ولن تقوم الزوجة بالحمل والرضاع، وإنما ستتعاهد التربية والقيام بما يصلحهن؛ فلنا أن نتصور كيف سيكون أحدهم حريصًا أشدَّ الحرص على اختيار من ستحمل النُطفة في رحمها،


(١) «صحيح البخاري» (٤٠٥٢).
(٢) «صحيح البخاري» (٥٣٦٧).
(٣) «صحيح البخاري» (٢٤٠٦).
(٤) «صحيح البخاري» (٤٠٥٢).
(٥) «صحيح البخاري» (٤٠٥٢).
(٦) «صحيح البخاري» (٥٣٦٧).
(٧) ابن حجر، «فتح الباري» (٩/ ١٢٣).

<<  <   >  >>