للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد بوَّب البخاري لهذا في «صحيحه» بقوله: "باب عيادة الصبيان" (١).

هذه امرأة من آل بيته - صلى الله عليه وسلم -، بل هي من بنات صاحب البيت، إنها زينب عليها السلام (٢)، تمرض ابنتها (٣) مرضًا شديدًا يشفي بها على الموت، فتتلمس لها الزيارة، طمعًا في دعوة صالحة، تُشفَى بها البنت، أو تُخفَّف عنها بها آلام وسكرات الموت، إن حضر الأجل، فلم تجد خيرًا من أبيها لترسل إليه.

تحرَّك النبي - صلى الله عليه وسلم - إليها، لكنه لم يذهب وحده، بل معه عددٌ من الصحابة: سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت - رضي الله عنه -، وغيرهم، فحضروا الزيارة (٤)، ونفع الله بدعاء نبيِّه الصبية، وكُتبت لها الحياة (٥)!

فكيف أثَّر في نفسها بعد ذلك هذا المشهد من زيارة جدِّها وأصحابه لها؟

وهذا أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - يسمع بمرض ابن أخيه الحسن بن


(١) «صحيح البخاري» (١٠/ ١١٨ - مع الفتح).
(٢) ورد التصريح باسمها عند ابن أبي شيبة (١٢١٢٣).
(٣) في بعض الروايات "ابن" مكان "ابنة"، ورجّح الحافظ في «فتح الباري» (٣/ ١٥٦) أنها ابنة.
(٤) متَّفقٌ عليه: أخرجه البخاري (١٢٨٤)، ومسلم (٩٢٣)، من حديث أسامة بن زيد - رضي الله عنه -.
(٥) ذكر ذلك الحافظ في «فتح الباري» (٣/ ١٥٦) وساق الأدلة عليه.

<<  <   >  >>