للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هنا فرعٌ عن الاختلاف اللغوي السابق، هل لفظ "الصحابي" مشتقٌّ من الصحبة مطلقًا، فيُفهم منه أنه لا يُشتَرطُ طول مجالسة ومعاشرة، أم أنه يُطلق على المعاشرة والمجالسة؛ فيُفهم منه أنه يُشتَرطُ طول مجالسة، واختصاص مصحوب، ومدة صحبة (١)؟

ويمكن اختزال هذه المذاهب والأقوال في قولين مشهورين (٢)، وإليهما تُرجع باقي الأقوال:

القول الأول: أن الصَّحابي هو: من لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنًا به، وصحبه ولو ساعة، ومات على ذلك الإيمان، سواء روى عنه أو لم يرو عنه، وسواء اختص به اختصاص المصحوب، أو لم يختص به.

وهذا مذهب جمهور المحدِّثين، وبعض الأصوليَّين والفقهاء.

قال البخاري: "من صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو رآه من المسلمين؛ فهو من أصحابه" (٣).

قال الحافظ ابن حجر: "والذي جزم به البخاري هو قول أحمد،


(١) د. عبدالكريم النملة، «مخالفة الصحابي للحديث النبوي» (ص/ ٣٣).
(٢) النووي، «المجموع» (١/ ٧٦).
وقد أوصل د. عبدالكريم النملة هذه الأقوال إلى سبعة، وذكر أدلة كل قول، والقائلين به، والاعتراضات الواردة عليه، والإجابة عنها، ورجَّح القول الثاني المذكور هنا. انظر: «مخالفة الصحابي للحديث النبوي» (ص/ ٣٥ - ٧٤).
(٣) «صحيح البخاري» (٧/ ٣ - مع فتح الباري)

<<  <   >  >>