للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كفيلًا بأن تهواه الأفئدة، وتنقاد إليه القلوب، ويقدِّم مَنْ حوله طاعته على طاعة أقرب الناس إليهم؛ وهذا بخلاف آيات القرآن التي كانت تحضُّهم على محبته، والتسليم لحكمه، واتباع هديه.

ومع ذا: فكان يعلمهم هو بنفسه ثمرة محبته، وأنها من دلائل كمال الإيمان (١)، وأن صاحبها يبلغ بهذه المحبة مبلغًا عظيمًا في الآخرة، ويَسمعُ هذا الصبيان فيفرحون به.

هذا أنس بن مالك، الغلام الصغير الذي خدم النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين (٢)، يشهد أعرابيًّا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله قائلًا: متى الساعة؟

قال - صلى الله عليه وسلم -: «وماذا أعددتَ لها»؟

قال: لا شيء، إلا أني أحبُّ الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.

فقال: «أنت مع من أحببتَ».

قال أنس: فما فرحنا بشيء، فَرَحَنا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنت مع من أحببتَ».

قال أنس: فأنا أحبُّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر، وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم (٣).


(١) كما في الحديث الذي أخرجه البخاري (١٥) ومسلم (٤٤) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يؤمن أحدكم، حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين».
(٢) متَّفقٌ عليه: أخرجه البخاري (٦٠٣٨)، ومسلم (٢٣٠٩).
(٣) متَّفقٌ عليه: أخرجه البخاري (٣٦٨٨)، ومسلم (٢٦٣٩).

<<  <   >  >>