للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول أبو حامد الغزالي: "اعلم أنَّ ما ذكرناه في ترجمة العقيدة ينبغي أن يُقدَّم إلى الصبي في أول نشوئه، ليحفظه حفظًا، ثم لا يزال ينكشف له معناه في كبره شيئًا فشيئًا، فابتداؤه الحفظ، ثم الفهم، ثم الاعتقاد والإيقان والتصديق به، وذلك مما يحصل في الصبي بغير برهان" (١).

وعلى هذا المعنى يؤكِّد ابن القيِّم بقوله: "فإذا كان وقت نطقهم؛ فليُلقَّنوا: لا إله إلا الله، محمَّدٌ رسول الله، وليكن أول ما يقرع مسامعهم: معرفة الله سبحانه، وتوحيده، وأنه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم، ويسمع كلامهم، وهو معهم أينما كانوا.

وكان بنو إسرائيل كثيرًا ما يُسمُّون أولادهم بـ: (عمانويل) ومعنى هذه الكلمة: إلهنا معنا، ولهذا كان أحب الأسماء إلى الله: عبدالله وعبدالرحمن (٢)، بحيث إذا وعى الطفل وعقل علم أنه عبدالله وأن الله هو سيده ومولاه" (٣).

هذه النصوص التي بين أيدينا تؤكِّد على أهمية غرس العقيدة في نفوس الصغار، وألَّا يُستهان بهذا الأمر بدعوى صغر السن، وهذا ما ستصقله هذه النماذج العملية المنقولة عن الصحب والآل في تعاملهم وتربيتهم للصغار.


(١) الغزالي، «إحياء علوم الدين» (١/ ٩٤).
(٢) «صحيح مسلم» (٢١٣٢)، عن عبدالله بن عمر مرفوعًا.
(٣) ابن القيم، «تحفة المودود بأحكام المولود» (ص/ ٢٣١)

<<  <   >  >>