للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قدم قال: جئتكم -والله- من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - حقا، فقال: «صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلوا صلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنا».

قال عمرو: «فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني، لما كنت أتلقى من الركبان، فقدموني بين أيديهم، وأنا ابن ست أو سبع سنين، وكانت علي بردة، كنت إذا سجدت تقلصت عني، فقالت امرأة من الحي: ألا تغطوا عنا است قارئكم؟ فاشتروا فقطعوا لي قميصا، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص» (١).

ولم يكن هذا الفعل خاصًّا بقبيلة عمرو وحدها، بل حتى في المدينة النبوية، وُجد أمثال هذا الصنيع.

تقول أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «كنا نأخذ الصبيان من الكتاب ليقوموا بنا في شهر رمضان, فنعمل لهم القلية (٢) , والخشكنانج (٣)» (٤).


(١) «صحيح البخاري» (٤٣٠٢).
(٢) القلية: مرقة تتخذ من لحم الجزور وأكبادها.
(٣) الخشكنانج: معرب من خُشك نَانَك, وهو خبز يعمل من دقيق البر, ويعجن بزيت السمسم, كما في محيط أعظم.
(٤) إسناده ضعيف: أخرجه البيهقي (٢/ ٤٩٥) , وابن المنذر في «الأوسط» (٤/ ١٥٢)،كلاهما من طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن عائشة. لكن في صحة الإسناد إلى الحكم بن أبان نظر.
فعند البيهقي: الراوي عنه حفص بن عمر العدني, ذكر ابن عدي في ترجمته في «الكامل» هذا الحديث مع أحاديث أخر ثم قال: "وهذه الأحاديث عن الحكم بن أبان يرويها عنه حفص بن عمر العدني والحكم بن أبان, وإن كان فيه لين فإن حفصًا هذا ألين منه بكثير, والبلاء من حفص لا من الحكم".
لكنَّ حفصًا توبع من إبراهيم بن الحكم بن أبان -وهو ضعيف-, وعبدالسلام العرني -كما عند ابن المنذر-, إلا أن الإسناد فيه من أبهم, حيث قال ابن المنذر: "حدثونا عن إسحاق بن راهويه, ولم يسم أحدًا"!
وعلى ما سبق ذكره: فالإسناد إلى عائشة ضعيف, والله أعلم.

<<  <   >  >>