للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا ما انْثنتْ ولم يَسمَحِ الها ... دِى ثَنَاهُ الحادِى إلا الإِجماحِ

وتَرَاها في اللُّجِّ ذاتَ جنَاحَيْ ... نِ وإنْ لم تَكنْ بذَات جَنَاحِ

مِن مَطَايَا لا يَغْتدين ولا يَسْ ... أَمْنَ كَدَّ البُكُورِ بَعْدَ الرَّوَاحِ

مُنْشَآتٍ من الجَوَارِى اللَّوَاتِى ... لَسْنَ في صَنْعهِ الجَوَارِى المِلاَحِ

تالِداتٍ مُولَّدَاتٍ بلا حِ ... لّ نِكاحٍ ولا حَرَامِ سِفَاحِ

لا من البِيض بل من السُّودِ ألْوَا ... ناً ذَوَاتِ الأَلْواحِ لا الأَرْوَاحِ

جارِيَاتٍ مع الرِّياح وطَوْراً ... كاسِرَاتٍ بالجَرْىِ حَدّ الرِّيَاحِ

سارياتٍ لا يَشتكين سُرَى اللَّي ... لِ ولا يرتَقِبْنَ ضَوْءَ الصّباحِ

ساكِنَاتٍ لا خُضُوعِ سُكُونٍ ... جامحاتٍ لا اعْترامِ جِمَاحِ

سابِحَاتٍ في كُلِّ طامٍ عَمِيقٍ ... يتَّقِيهِ مُقَحّمُو السُّبّاحِ

لا يَخَفْنَ الغِمَارَ يُقْذَفْن فيها ... ويَخَفْنَ المُرُورَ بالضَحْضاحِ

إنْ صَدَمْنَ الحَصَى عَطِبْن ولا يَعْ ... طَبْن إمَّا صَدَمْنَ حَدَّ الرِّمَاحٍ

ما رأى الناسُ من قُصُورٍ على الما ... ءِ سِوَاهَا تَمُرُّ مَرَّ القِدَاحِ

يَتَسَبْسَبْنَ كالأَساوِدِ في الخِ - فَّةِ لا في مَقَادِرِ الأَشباحِ

وإذَا ما تَقَابَلَتْ قُلتَ سُودٌ ... من كِبَاشٍ تَقَابلَتْ للِنِّطاحِ

شُرْعُها البِيضُ كالغَمَامَاتِ في الصَّيْ ... يْف ضحَاحاً منها وغير ضحَاحِ

كم مُدِلٍّ بالمال والنَّفْسِ حَيْر ... انَ فقيرٍ فيها إلى المَلاّحِ

هو فَسْلٌ وربّمَا كافَحَ الفَسْ ... لُ وُجُوهَ الرَّدَى أشدَّ كِفَاحِ

قائِدٌ جُنْدُهُ لَهُمْ أَدَواتٌ ... نَفْعُهَا ثَمَّ فَوْقَ نَفْعِ السِّلاحِ

فإذا البَحْرُ صالَ صالُولا عليه ... بمَوَاضٍ تَمْضيِ بغَيْر جِرَاحِ

يُكْثِرُون الصِّياحَ حتى كأنَّ السُّ ... فْنَ تَجْرِى مِن خَوْفِ ذَاك الصِّيَاحِ

ولأبي نواس الحسن بن هانىءٍ:

بُنِنَتْ علَى قَدْرٍ ولاَءَمَ بينَها ... طَبَقان من قِيرٍ ومن ألْواحِ

فكأنَّهَا والماءُ يَنْطِحُ صَدْرَها ... والخَيْزُرانةُ في يَدش المَلاّحِ

جَونٌ من العِقْبَانِ تَبْتدِرُ الدُّجَى ... تَهْوِى بصَوْتٍ واصْطفاقِ جَنَاحِ

ولقيس بن الجهم:

أُجالِدُ صَفَّهم ولقد أرَاني ... على زَوْرَاءَ تَسجُدُ للرّياحِ

إذا قَطعَتْ برَاكِبها خَلِيجاً ... تّذكَّرَ ما عليه من جُنَاح

يقول: أنا اليوم أجالد صفَّهم، ولقد كنت على حالٍ غير هذه. زوراء تسجد للرّياح يعنى السفينة تطيع الرِّيح حيث مالت بها، فإذا سارت تذكَّر راكبها ذنوبه خوفاً أن يدركه الغرق.

وللحسين بن الضحّاك:

رَحَلْنَا غَرَابِيبَ زَيّافةً ... بدِجْلَة في مَوْجِهَا المُلْتَطمْ

سَوَابِحَ أيْقَنَّ أن لا قَرا ... ر دُون مُبَارَكةِ المُعْتصِمْ

ولغيره:

إنّا إليك اقْتَرَعْنَا كلَّ جارِيةٍ ... مِثْل الدُّجَى في الدُّجَى لا تشتكِي أَلَمَا

بِكْرٍ بُعُولَتُهَا أبناؤُنَا وإذا ... ما حُصِّلوا لم تَجِدْ قُرْبَى ولا رَحِمَا

سَحْمَاءَ مَلْطومَةِ الخَدَّين تَلْطِمُها ... أَيْدي غَوَاربِ طَامٍ ظَلَّ مُلْتَطِمَا

مُقَوَّمَاتِ الهَوَادِى مِنْ خَوَالِفها ... تُغْنَى بأثْفَارها أَنْ تَعْلُكَ اللُّجُمَا

برَاكِبٍ قائدٍ مِيلٍ لسائِقِها ... إذا انْتَشَى الرِّيحَ سارَتْ تَحْتَه قُدُمَا

<<  <   >  >>