و «الأعراف» فى صحيح البخارى أنه قرأها فى المغرب.
و «قد أفلح»، روى النسائى أنه قرأها فى الصبح حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أخذته سعلة فركع.
و «الروم»، روى الطبرانى أنه قرأها فى الصبح.
و «الم تنزيل» و «هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ»، روى الشيخان أنه كان يقرأهما فى صبح الجمعة.
و «ق» فى صحيح مسلم أنه كان يقرؤها فى الخطبة.
و «الرحمن» فى المستدرك، وغيره أنه قرأها على الجن و «النجم» فى الصحيح أنه قرأها بمكة على الكفار، وسجد فى آخرها.
و «اقتربت» عند مسلم أنه كان يقرؤها مع «ق» فى العيد والجمعة.
و «المنافقون» فى مسلم أنه كان يقرأ بها فى صلاة الجمعة.
و «الصف» فى المستدرك عن عبد الله بن سلام أنه صلى الله عليه وسلم قرأها عليهم حين أنزلت حتى ختمها. تدل قراءته صلى الله عليه وسلم لها بمشهد من الصحابة أن ترتيب آياتها توفيقى، وما كان الصحابة ليرتبوا ترتيبا سمعوا النبى صلى الله عليه وسلم يقرأ على خلافه، فبلغ ذلك مبلغ التواتر.
نعم يشكل على ذلك ما أخرجه ابن أبى داود فى المصاحف من طريق محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه قال: أتى الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر سورة براءة، فقال: أشهد إنى سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتهما.
فقال عمر: وأنا أشهد لقد سمعتهما، ثم قال: لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة، فانظروا آخر سورة من القرآن، فألحقوها فى آخرها.
قال ابن حجر: ظاهر هذا أنهم كانوا يؤلفون آيات السور باجتهادهم، وسائر الأخبار تدل على أنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك إلا بتوقيف.
قال السيوطى: يعارضه ما أخرجه ابن أبى داود أيضا من طريق أبى العالية، عن أبى ابن كعب أنهم جمعوا القرآن، فلما انتهوا إلى الآية التى فى سورة براءة: {ثُمَّ اِنْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} ظنوا أنها آخر ما أنزل، فقال أبى: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنى بعد هذا آيتين: {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ}. . . إلى آخر السورة.
وقال مكى وغيره: ترتيب السور بأمر من النبى صلى الله عليه وسلم ولم يأمر بذلك فى أول براءة؛ فتركت بلا بسملة.
وقال القاضى أبو بكر فى الانتصار: ترتيب الآيات أمر واجب، وحكم لازم، فقد كان جبريل يقول: ضعوا آية كذا فى موضع كذا.
وقال أيضا: الذى نذهب إليه أن جميع القرآن الذى أنزله الله وأمر بإثبات رسمه، ولم