رسول الله صلى الله عليه وسلم ما علمتهما أنت ولا أبوك: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثنى عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق.
وأخرج البيهقى من طريق سفيان الثورى، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثنى عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى نقمك، إن عذابك بالكافرين ملحق.
قال ابن جريج: حكمة البسملة إنهما سورتان فى مصحف بعض الصحابة.
وأخرج محمد بن نصر المروزى فى كتاب الصلاة عن أبى بن كعب أنه كان يقنت بالسورتين، فذكرهما، وأنه كان يكتبها فى مصحفه.
وقال ابن الضريس: أنبأنا أحمد بن جميل المروزى، عن عبد الله بن المبارك، أنبأنا الأجلح، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: فى مصحف ابن عباس قراءة أبى وأبى موسى:
بسم الله الرحمن الرحيم: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثنى عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، وفيه: اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد وإليك نسعى ونحفد، نخشى عذابك ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق.
وأخرج الطبرانى بسند صحيح عن أبى إسحاق قال: أمنا أمية بن عبد الله بن خالد ابن أسيد بخراسان، فقرأ بهاتين السورتين: إنا نستعينك ونستغفرك.
وأخرج البيهقى وأبو داود فى المراسيل، عن خالد بن أبى عمران: أنه نزل بذلك على النبى صلى الله عليه وسلم وهو فى الصلاة مع قوله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} الآية، لما قنت يدعو على مضر.
تنبيه: كذا نقل جماعة عن مصحف أبى أنه ست عشرة سورة، والصواب أنه خمس عشرة فإن سورة الفيل وسورة لإيلاف قريش فيه سورة واحدة، ونقل ذلك السخاوى فى جمال القراء عن جعفر الصادق وأبى نهيك أيضا.
قال السيوطى: ويرده ما أخرجه الحاكم والطبرانى من حديث أم هانئ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فضل الله قريشا بسبع. . . الحديث، وفيه: وأن الله أنزل فيهم سورة من القرآن لم يذكر فيها معهم غيرهم لإيلاف قريش، وفى كامل الهذلى عن بعضهم أنه قال: الضحى وألم نشرح سورة واحدة، نقله الإمام الرازى فى تفسيره عن طاوس وغيره من المفسرين.
فائدة: قيل الحكمة فى تسوير القرآن سورا تحقيق كون السورة بمجردها معجزة وآية من آيات الله والإشارة إلى أن كل سورة نمط مستقل، فسورة يوسف تترجم عن قصته وسورة إبراهيم وبراءة تترجم عن أحوال المنافقين وأسرارهم إلى غير ذلك، والسور سورا طوالا