للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها} (١٠٦) ومن ذلك قراءة أبى رجاء: «ما ننسخ من آية أو ننسّها» مشددة السين. وقرأ سعد بن أبى وقاص والحسن ويحيى بن يعمر: «أو تنسها» بتاء مفتوحة.

وقراءة سعيد بن المسيب والضحاك «تنسها» مضمومة التاء مفتوحة السين.

وفى حرف ابن مسعود: «ما ننسك» من آية أو ننسخها».

قال أبو الفتح: أما «ننسّها» فنفعّلها من النسيان، فيكون فعّلت فى هذا كأفعلت فى قراءة أكثر القراء: «ننسها». وهو فى الموضعين على حذف المفعول الأول؛ أى: أو ننس أحدا إياها، كقولك: ما نهب من قرية أو نقطعها أى: أو نقطع أحدا إياها.

ومن قرأ «تنسها» أراد أو تنسها أنت يا محمد.

ومن قرأ تنسها مرّ أيضا على تنسها أنت، إلا أن الفاعل فى المعنى هنا يحتمل أمرين:

أحدهما أن يكون المنسى لها هو الله تعالى.

والآخر أن يكون المنسى لها ما يعتاد بنى آدم من أعراض الدنيا غمّا أو همّا، أو عداوة من إنسان، أو وسوسة من شيطان.

فأما قوله عز اسمه: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلاّ ما شاءَ اللهُ}: فقد يمكن أن يكون ما يحدثه من النسيان أعراض الدنيا مما شاء الله زيادة فى التكليف، وتعريضا بمقاساته ومقاومته للثواب.

ويدل على جواز كون المنسى هو الله تعالى-وإن كانت التلاوة أو تنسها-قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>