للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن ذلك قراءة أبى السّمّال: «فإن زللتم»، بكسر اللام.

قال أبو الفتح: هما لغتان: زللت وزللت، بمنزلة ضللت وضللت، إلا أن الفتح فيهما أعلى اللغتين، واسم الفاعل منهما ضالّ، ولو جاء ضليل لكان قياسا على ما جاء عنهم من فعيل فى فعل من المضاعف، نحو خفّ فهو خفيف، وعزّ فهو عزيز، وقلّ فهو قليل، وجدّ فهو جديد. وذلك أنه قد جاء فعيل فى فعل من غير المضاعف، وذلك كسد البيع فهو كسيد، وفسد فهو فسيد. فلما جاء ذلك فى غير المضاعف كان المضاعف أولى به؛ لثقل الإدغام فى ضالّ وفارّ. وقد ذكرنا ذلك مشروحا فى غير هذا الموضع من كلامنا.

***

{فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ} (٢١٠) ومن ذلك ما روى عن قتادة فى قول الله سبحانه: «فى ظلال من الغمام».

قال ابن مجاهد: هو جمع ظل.

قال أبو الفتح: الوجه أن يكون جمع ظلة، كجلّة وجلال، وقلّة وقلال؛ وذلك أن الظل ليس بالغيم، وإنما الظّلة الغيم، فأما الظّل فهو عدم الشمس فى أول النهار، وهو عرض والغيم جسم.

***

{وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ} (٢٢٠) ومن ذلك ما رواه ابن طاوس عن أبيه أنه قرأ: «ويسألونك عن اليتامى قل أصلح إليهم خير».

قال أبو الفتح: خير مرفوع؛ لأنه خبر مبتدأ محذوف؛ أى أصلح إليهم فذلك خير.

<<  <  ج: ص:  >  >>