{فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ}(٨٣) ومن ذلك ما يروى عن مالك بن دينار: «فاقعدوا مع الخلفين»، بغير ألف. قال أبو الفتح: ينبغى أن يكون مقصورا من الخالفين كقراءة الجماعة، وقد جاء نحو هذا، قال الراجز:
أصبح قلبى صردا … لا يشتهى أن يردا
إلا عرادا عردا … وصلّيانا بردا
وعنكثا ملتبدا …
يريد: عاردا وباردا، كما قال أبو النجم:
كأن فى الفرش القتاد العاردا
وقد حذفت الألف حشوا فى غير موضع. قال:
مثل النّقا لبده ضرب الطّلل …
يريد الطّلال، كقول القحيف:
ديار الحى تضربها الطّلال … بها أنس من الخافى ومال
وروينا عن قطرب:
ألا لا بارك الله فى سهيل … إذا ما الله بارك فى الرّجال
يريد: لا بارك الله، فحذف الألف قبل الهاء، وينبغى أن يكون ألف فعال لأنها زائدة، كقوله تعالى:{إِلهِ النّاسِ}، ولا تكون الألف التى هى عين فعل فى أحد قولى سيبويه: إن أصله لاه كناب؛ لأن الزائد أولى بالحذف من الأصلى، وقد حذفوا الواو حشوا أيضا قالوا:
إن الفقير بيننا قاض حكم … أن ترد الماء إذا غاب النجم