للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ} (١٠) ومن ذلك قراءة ابن محيصن وبلال بن أبى بردة ويعقوب: «أنّ الحمد لله».

قال أبو الفتح: هذه القراءة تدل على أن قراءة الجماعة {أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ} على أنّ «أن» مخففة من «أنّ»، بمنزلة قول الأعشى:

فى فتية كسيوف الهند قد علموا … أن هالك كلّ من يحفى وينتعل

أى أنه هالك، فكأنه على هذا: وآخر دعواهم أنه الحمد لله، وعلى أنه لا يجوز أن يكون «أن» هنا زائدة كما زيدت فى قوله:

ويوما توافينا بوجه مقسّم … كأن ظبية تعطو إلى وارق السّلم

أى كظبية، وإذا لم يكن ذلك كذلك لم يكن تقديره: وآخر دعواهم الحمد لله. هو كقولك: أول ما أقوله: زيد منطلق. وعلى أن هذا مع ما ذكرناه جائز فى العربية لكن فيه خلافا لتقدير قراءة الجماعة، وفيه أيضا الحمل على زيادة «أن» وليس بالكثير.

ولو قرأ قارئ: إنّ الحمد لله، بكسر الهمزة على الحكاية التى للفظ بعينه لكان جائزا، لكن لا يقدم على ذلك إلا أن يرد به أثر، وإن كان فى العربية سائغا. وإذا فتح فقال: أنّ الحمد لله، فلم يحك اللفظ بعينه وإنما جاء بمعنى الكلام كقولنا: بلغنى أن زيدا منطلق-

<<  <  ج: ص:  >  >>