الأماكن ألفات، فكذلك أيضا قلبت ياء «أدريتكم» ألفا فصارت «أدرأتكم» وعلى ذلك أيضا ما رويناه عن قطرب: أن لغة عقيل أن يقولوا فى أعطيتك: أعطاتك. فلما صارت أدريتكم إلى أدراتكم همز على لغة من قال فى الباز: البأز، وفى العالم: العالم، وفى الخاتم: الخأتم، وفى التابل وتابلت القدر: التأبل، وتأبلت القدر. وأنشد ابن الأعرابى:
ولّى نعام بنى صفوان زوزأة … لّما رأى أسدا فى الغار قد وثبا
يريد زوزاة. ولنحو هذا نظائر قد أوردناها فى كتابنا الموسوم بالخصائص فى باب ما همزته العرب ولا أصل له فى همز مثله، فهذا وإن طالت الصنعة فيه أمثل من أن تعطى اليد بفساده وترك النظر فى أمره.
***
{حَتّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ}(٢٢) ومن ذلك قراءة أم الدرداء «حتى إذا كنتم فى الفلكىّ»، بكسر الكاف وتثبيت الياء.
قال أبو الفتح: اعلم أن العرب زادت ياء الإضافة فيما لا يحتاج إليها، من ذلك قولهم: فى الأحمر أحمرىّ، وفى الأشهر أشهرىّ.
قال العجاج:
والدهر بالإنسان دوّارىّ
أى دوّار. وقال فيها أيضا:
غضف طواها الأمس كلاّبىّ
أى: كلاّب.
فإن قيل: فإن هذا أمر يختص بالصفات، وليس «الفلك» بصفة فتلحقه ياء النسب، قيل: قد جاء ذلك فى الاسم أيضا. ألا ترى إلى قول الصلتان: