اللذين هما مبتدأ وخبر ونحو ذلك، كقولك: ظننت زيدا هو خيرا منك، وكان زيد هو القائم.
وأنا من بعد أرى أن لهذه القراءة وجها صحيحا، وهو أن تجعل «هنّ» أحد جزئى الجملة، وتجعلها خبرا ل «بناتى»، كقولك: زيد أخوك، وتجعل «أطهر» حالا من «هنّ» أو من «بناتى»، والعامل فيه معنى الإشارة، كقولك: هذا زيد قائما أو جالسا، أو نحو ذلك. فعلى هذا مجازه، فأما على ما ذهب إليه سيبويه ففاسد كما قال.
***
{أَوْ آوِي}(٨٠) ومن ذلك ما رواه الحلوانىّ عن قالون عن شيبة: «أو آوى»، بفتح الياء. وروى أيضا عن أبى جعفر مثله. قال ابن مجاهد: ولا يجوز تحريك الياء هاهنا.
قال أبو الفتح: هذا الذى أنكره ابن مجاهد عندى سائغ جائز، وهو أن تعطف «آوِي» على «قُوَّةً»، فكأنه قال: لو أنّ لى بكم قوة أو أويّا إلى ركن شديد. فإذا صرت إلى اعتقاد المصدر فقد وجب إضمار أن ونصب الفعل بها، ومثله قول ميسون بنت بحدل الكليبيّة:
للبس عباءة وتقرّ عينى … أحب إلىّ من لبس الشّفوف
فكأنها قالت: للبس عباءة وأن تقرّ عينى، أى: لأن ألبس عباءة وتقرّ عينى أحب إلىّ من كذا، وعليه بيت الكتاب أيضا:
فلولا رجال من رزام أعزّة … وآل سبيع أو أسوءك علقما