للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: فعل من ذوات الثلاثة إذا كان مضعّفا أو معتلا عينه يجئ عنهم على ثلاثة أضرب: لغة فاشية، والأخرى تليها، والثالثة قليلة، إلا أن المضعّف مخالف للمعتل العين فيما أذكره.

أما المضعّف فأكثره عنهم ضمّ أوله كشدّ وردّ، ثم يليه الإشمام، وهو شدّ وردّ بين ضم الأول وكسره، إلا أن الكسرة هنا داخلة على الضمة؛ لأن الأفشى فى اللغة الضم. والثالث-وهو أقلّها-شدّ وردّ وحلّ وبلّ، بإخلاص الكسرة، فهذا المضعّف.

وأما المعتل العين فأقوى اللغات فيه كسر أوله، نحو: قيل وبيع وسير به، ثم يليه الإشمام، وهو أن تدخل الضمة على الكسرة؛ لأن الكسر هنا هو الأفشى، فتقول: قيل وبيع وعيص، والثالث-وهو أقلّها-أن تخلص الضمة فى الأول كما أخلصت الكسرة فيه مع التضعيف، نحو ردّ وحلّ، فتصح الواو من بعدها؛ فتقول: قول وبوع. وروينا عن محمد بن الحسن، أظنه عن أحمد بن يحيى (١):

وابتذلت غضبى وأمّ الرحال … وقول لا أهل له ولا مال

وقال ذو الرمة (٢):

دنا البين من مىّ فردّت جمالها … وهاج الهوى تقويضها واحتمالها

وهذه لغة لبنى ضبّة، وبعضهم يقول فى الصحيح بكسر أوله: قد ضرب زيد، وقتل عمرو، وينقل كسرة العين على الفاء.

وحكى عنهم فيما رويناه عن قطرب: بوع متاعه، وخور له، واختور عليه: أى اختير، وهو الأجود. ومن أشمّ فقال: قيل قال: اختير عليه، ومن قال: شد قال: اشتدّ عليه، ومن قال: شدّ فأشم أشم أيضا فقال: اشتدّ عليه، ومن قال: شدّ قال: اشتدّ عليه.

وحكى الفراء أن بعضهم قرأ: «كشجرة خبيثة اجتثّت»، بضم تنوين «خبيثة»، وكسر تاء «اجتثت». ومن أبيات الكتاب قول الفرزدق (٣):


= النحاس ١٤٧/ ٢، العكبرى ٣٠/ ٢، الإتحاف ٢٦٦، البحر المحيط ٣٢٣/ ٥، مجمع البيان ٢٤٦/ ٥، الآلوسى ١٢/ ١٣).
(١) انظر: (المنصف ٢٥٠/ ١).
(٢) انظر: (ديوانه ٥٢٢).
(٣) من قصيدة مطلعها: عزفت بأعشاش وما كدت تعزف وأنكرت من حدراد ما كنت تعرف انظر: (ديوانه ٢٣/ ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>