للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: أصل قولنا: نعم الرجل ونحوه نعم كعلم، وكل ما كان على فعل وثانيه حرف حلقى فلهم فيه أربع لغات، وذلك نحو فخذ، ومحك، ونغر، بفتح الأول وكسر الثانى على الأصل. وإن شئت أسكنت الثانى وأقررت الأول على فتحه فقلت: فخذ، ومحك ونغر. وإن شئت أسكنت ونقلت الكسرة إلى الأول فقلت: فخذ، ومحك، ونغر. وإن شئت أتبعت الكسر الكسر فقلت: فخذ، ومحك، ونغر. وكذلك الفعل نحو ضحك، وإن شئت ضحك، وإن شئت ضحك، وإن شئت ضحك. فعلى هذا تقول: نعم الرجل، وإن شئت نعم، وإن شئت نعم، وإن شئت نعم. فعليه جاء: «فنعم عقبى الدار». وأنشدنا أبو على لطرفة (١):

ففداء لبنى قيس على … ما أصاب الناس من سر وضر

ما أقلّت قدمى إنهم … نعم الساعون فى الأمر المبر

وروينا عن قطرب: نعيم الرجل زيد، بإشباع كسرة العين وإنشاء ياء بعدها كالمطافيل والمساجيد. ولا بد من أن يكون الأمر على ما ذكرنا، لأنه ليس فى أمثلة الأفعال فعيل البتة.

***

{أَفَلَمْ يَيْأَسِ} (٣١)

ومن ذلك قراءة على عليه السلام وابن عباس وابن أبى مليكة (٢) وعكرمة والجحدرى وعلى بن حسين وزيد بن على وجعفر بن محمد وأبى يزيد المدنى (٣) وعلى ابن بديمة (٤) وعبد الله بن يزيد «أفلم يتبيّن الذين» (٥).

قال أبو الفتح: هذه القراءة فيها تفسير معنى قول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ}


(١) سبق الاستشهاد به فى صفحة (١٣).
(٢) عبد الله بن عبيد الله بن أبى مليكة التيمى المكى (١١٧ هـ‍-٧٣٥ م): قاض، من رجال الحديث الثقات. ولاه ابن الزبير قضاء الطائف. انظر: (تهذيب التهذيب ٣٠٦/ ٥، المعارف ٢٠٩، الأعلام ١٠٢/ ٤).
(٣) فى غيره من المصادر: أبو زيد المزنى، وفى مجمع البيان: أبو يزيد المزنى.
(٤) فى غيره من المصادر: على بن نديمة.
(٥) انظر: (الكشاف ٣٦٠/ ٢، مجمع البيان ٢٩٢/ ٦، القرطبى ٣٢٠/ ٩، التبيان ٢٥٥/ ٦، البحر المحيط ٣٩٣/ ٥، لسان العرب «يأس»)، وفى الآلوسى (١٥٦/ ١٣): وهى قراءة مسندة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليست مخالفة للسواء، إذ كتبوا بيئس بغير صورة الهمزة.

<<  <  ج: ص:  >  >>