للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واختلف عنه-وأبى بن كعب وأبى إسحاق السّبيعىّ (١): «وإن كاد» -بالدال- «مكرهم لتزول»، بفتح اللام الأولى، وضم الثانية (٢).

قال أبو الفتح: هذه «إن» مخففة من الثقيلة، واللام فى قوله: «لتزول» هى التى تدخل بعد «إن» هذه المخففة من الثقيلة؛ فصلا بينها وبين «إن» التى للنفى فى قوله تعالى: {إِنِ الْكافِرُونَ إِلاّ فِي غُرُورٍ} (٣)، أى: ما الكافرون إلا فى غرور فكأنه قال: وإنه كاد مكرهم تزول منه الجبال.

ودخلت يوما على أبى علىّ بعيد عوده من شيراز سنة تسع وستين، فقال لى: ألا أحدثك؟ قلت له: قل! قال: دخل إلى هذا الأندلسىّ فظننته قد تعلّم، فإذا هو يظن أن اللام التى تصحب إن المخففة من الثقيلة هى لام الابتداء. قلت: لا تعجب، فأكثر من ترى هكذا.

***

{مِنْ قَطِرانٍ} (٥٠)

ومن ذلك قراءة ابن عباس وأبى هريرة وعلقمة وسعيد بن جبير وابن سيرين والحسن وسنان بن سلمة بن المحبّق وعمرو بن عبيد والكلبى وأبى صالح وعيسى


(١) عمرو بن عبد الله، من بنى ذى يحمد السبيع الهمدانى الكوفى، أبو إسحاق (٣٣ - ١٢٧ هـ‍- ٦٥٣ - ٧٤٥ م): من أعلام التابعين الثقات. كان شيخ الكوفة فى عصره. أدرك عليا، ورآه يخطب وقال: رأيته أبيض الرأس واللحية. قال ابن المدينى: روى السبيعى عن ٧٠ أو ٨٠ رجلا لم يرو عنهم غيره، وبلغت مشيخته نحوا من ٤٠٠ شيخ. وقيل: سمع من ٣٨ صحابيا. وكان من الغزاة المشاركين فى الفتوح: غزا الروم فى زمن زياد ست غزوات. وعمى فى كبره. انظر: (تاريخ الإسلام للذهبى ١١٦/ ٥، تهذيب التهذيب ٦٣/ ٨ - ٦٧، خلاصة تذهيب الكمال ٢٤٦، الأعلام ٨١/ ٥).
(٢) انظر: (الطبرى ١٦٠/ ١٣، القرطبى ٣٨٠/ ٩، مجمع البيان ٣٢٢/ ٦، الكشف ٢٧/ ٢، التبيان ٣٠٨/ ٦، البحر المحيط ٤٣٥/ ٥، النحاس ١٨٧/ ٢، الكشاف ٣٨٣/ ٢). وقراءة «لتزول» مع كاد قراءة سبعية قرأ بها: الكسائى، وابن محيصن، وابن عباس، وأبى، وابن مسعود، وعلى، وعمر، وزيد بن على، وابن وثاب، وابن جريج، وأبو سلمة بن عبد الرحمن. انظر: (المراجع السابقة والسبعة ٣٦٣، غيث النفع ٢٦٦، العنوان ١٠٦، النشر ٣٠٠/ ٢، الإتحاف ٢٧٣، العكبرى ٣٩/ ٢، التيسير ١٣٥).
(٣) سورة الملك الآية (٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>