للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدلالة اليوم علىّ، أى: هذا صراط فى ذمتى وتحت ضمانى، كقولك: صحّة هذا المال علىّ، وتوفية عدّته علىّ. وليس معناه عنده أنه مستقيم علىّ، كقولنا: قد استقام علىّ الطريق، واستقر علىّ كذا. وما أحسن ما ذهب إليه أبو الحسن فيه.

***

{لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} (٤٤)

ومن ذلك قراءة الزّهرىّ: «لكلّ باب منهم جزّ مقسوم» (١).

قال أبو الفتح: هذه لغة مصنوعة، وليست على أصل الوضع. وأصلها «جزء» فعل من جزأت الشئ، وهو قراءة الجماعة إلا أنه خفف الهمزة، فصارت «جز»؛ لأنه حذفها وألقى حركتها على الزاى قبلها، ثم نوى الوقف على لغة من شدّد نحو ذلك فى الوقف، فقال: هذا خالدّ وهو يجعلّ، فصارت فى الوقف «جزّ»، ثم أطلق وهو يريد نيّة الوقف وأقر التشديد بحاله فقال: «جزّ»، كما قالوا فى الوصل: سبسبّا، وكلكلاّ.

وقد أنشدنا شواهد نحو ذلك فيما مضى. ومثله الخبّ فيمن وقف عليه بالتشديد، يريد تخفيف الخبء (٢)، وهو مشروح فى باب الهمز.

***

{قالُوا لا تَوْجَلْ إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ} (٥٣)

ومن ذلك قراءة الحسن: «لا توجل» (٣).

قال أبو الفتح: هذا منقول من وجل يوجل، وجل وأوجلته، كفزع وأفزعته، ورهب وأرهبته.

***


(١) وقراءة أبى جعفر بن يزيد بن القعقاع. انظر: (النشر ٤٠٦/ ١، الإتحاف ٢٧٥، الكشاف ٣٩٢/ ٢، البحر المحيط ٤٥٥/ ٥، الرازى ١٩/ ١٩).
(٢) الخبء: المدخر، والمخبوء، والخبء الذى فى الأرض: النبات، والخبء الذى فى السماء: المطر. انظر: المعجم الوسيط «خبأ».
(٣) انظر: (الإتحاف ٢٧٥، الرازى ١٩،١٩٦، الكشاف ٣٩٢/ ٢، القرطبى ٣٥/ ١٠، البحر المحيط ٤٥٨/ ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>