للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: الظلل: جمع ظلّة، كحلّة وحلل، وجلّة وجلل. وقد يكون ظلال جمع ظلّة أيضا، كجلّة وجلال. وقالوا أيضا: حلّة وحلال، بالحاء غير معجمة. وقد يكون ظلال جمع ظلّ، كشعب وشعاب، وبئر وبئار، وذئب وذئاب.

***

{تَجْئَرُونَ} (٥٣)

ومن ذلك قراءة الزّهرىّ: «تجرون»، بغير همز (١).

قال أبو الفتح: هذا فى قوة القياس كقراءته أيضا: «لكم فيها دف» (٢)، وأصله «تجأرون»، فخفف الهمزة بأن ألقاها ونقل فتحتها إلى الجيم، فصار «تجرون»، كقولك فى تخفيف يسألون: يسلون، وفى يسأمون: يسمون. ونظائره كثيرة قوية.

***

{ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ} (٥٤)

ومن ذلك ما يروى عن قتادة: «ثمّ إذا كاشف الضّرّ»، بألف (٣).

قال أبو الفتح: قد جاء عنهم فاعل من الواحد يراد به فعل، نحو طارقت النعل؛ أى: طرقتها، وعاقبت اللص، وعافاه الله، وقانيت اللون؛ أى: خلطته، فى أحرف غير هذه، فكذلك يكون «ثمّ إذا كاشف الضرّ» أى: كشف. ونحو منه فى المعنى والمثال: راخيت من خناقه؛ أى: أرخيت.

***

{فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} (٥٥)

ومن ذلك قراءة مكحول عن أبى رافع، قال: حفظت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فيمتّعوا فسوف يعلمون»، بالياء (٤).


(١) وقراءة حمزة. انظر: (غيث النفع ٢٧٠، الكشاف ٤١٣/ ٢، البحر المحيط ٥٠٢/ ٥، الإتحاف ٢٧٩)، وذلك فى حالة الوقف.
(٢) سورة النحل الآية (٥)، وهى قراءة زيد بن على أيضا-وقد سبق الإشارة إليها.
(٣) وقراءة الزهرى: انظر: (الآلوسى ١٦٦/ ١٤، الكشاف ٤١٣/ ٢، البحر المحيط ٥٠٢/ ٥).
(٤) انظر: (العكبرى ٤٥/ ٢، البحر المحيط ٥٠٢/ ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>