للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أى: مخلوقة منهما: ويدلك على أن هذا معنى عندهم لا على حذف المضاف؛ بل لأنهم جعلوه الحدث نفسه قولهم، أنشدناه أبو علىّ:

ألا أصبحت أسماء جاذمة الحبل … وضنّت علينا والضّنين من البخل (١)

أى: هو مخلوق من البخل، ولا تحمله على القلب؛ أى: والبخل من الضنين؛ لصغر معناه إلى المعنى الآخر، ولأنه مع ذلك أيضا نزول عن الظاهر وأنشدنا أيضا:

وهنّ من الإخلاف قبلك والمطل (٢)

وأنشدنا أيضا:

وهنّ من الإخلاف والولعان (٣)

ويكفى من هذا كله قول الله سبحانه: {خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ؛} أى: من العجلة، لا من الطين كما يقول قوم؛ لقوله: {سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ} (٤).

***


(١) نسبه فى لسان العرب «ضنن» إلى البعيث، وقد أورد ابن قتيبة فى الشعراء والشعراء للبعيث أربعة أبيات على هذا الروى، وليس منها هذا البيت، وورد غير معزو فى أمالى ابن الشجرى ٧٢/ ١، وهو غير منسوب فى الخصائص ٢٠٤/ ٢،٢٦٢/ ٣.
(٢) نسبه فى لسان العرب «ولع» إلى البعيث، وأورده ابن جنى فى الخصائص ٢٠٥/ ٢ دون نسبة، وكذلك هو فى التمام لابن جنى ١٤٣، وفيه: «وهن من الإخلاف بعدك والمطل».
(٣) صدره كما ورد فى لسان العرب «ولع»: «لخلابة العينين كذابة المنى». والولعان: الكذب. وانظر: (إصلاح المنطق ٢٩٨، الخصائص ٢٠٥/ ٢).
(٤) سورة الأنبياء الآية (٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>