للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حذف النون من الذين تخفيفا لطول الاسم، فأما الإضافة فساقطة هنا، وعليه قول الأخطل:

أبنى كليب إنّ عمّىّ اللّذا … قتلا الملوك وفكّكا الأغلالا (١)

حذف نون «اللذان» لما ذكرنا، لكنّ الغريب من ذلك ما حكاه أبو زيد عن أبى السّمال أو غيره أنه قرأ: «غير معجزى الله»، بالنصب. فهذا يكاد يكون لحنا؛ لأنه ليست معه لام التعريف المشابهة للذى ونحوه، غير أنه شبه «معجزى» بالمعجزى، وسوغ له ذلك علمه بأن «معجزى» هذه لا تتعرف بإضافتها إلى اسم الله تعالى، كما لا يتعرف بها ما فيه الألف واللام، وهو «المقيمى الصلاة» فكما جاز النصب فى «المقيمى الصلاة» كذلك شبه به «غير معجزى الله». ونحو «المقيمى الصلاة» بيت الكتاب (٢):

الحافظو عورة العشيرة لا … يأتيهم من ورائهم نطف (٣)

بنصب «العورة» على ما ذكرت لك. وقال آخر:

قتلنا ناجيا بقتيل عمرو … وخير الطّالبى التّرة الغشوم

ومثل قراءة من قرأ: «غير معجزى الله»، بالنصب قول سويد (٤):

ومساميح بما ضنّ به … حابسو الأنفس عن سوء الطّمع (٥)

وقرأ بعض الأعراب: «إنّكم لذائقو العذاب الأليم» (٦)، بالنصب.

&


(١) سبق الاستشهاد به فى (٢٨٦/ ١).
(٢) نسبه فى الكتاب ١٨٥/ ١ لرجل من الأنصار، وهو عمرو بن امرئ القيس الخزرجى. انظر: (جمهرة أشعار العرب ١٢٧، الخزانة ١٨٨/ ٢)، وقال الشنتمرى: «يقال: هو قيس بن الخطيم». وليس فى ديوانه.
(٣) يقول: يحفظون عورة عشيرتهم إذا انهزموا، ويحمونها من عدوهم، ولا يخذلونهم فيكونوا نطفين فى فعلهم. وأصل العورة المكان الذى يخاف منه العدو. والعشيرة: القبيلة. والنطف: التلطخ بالعيب ويروى: «وكف» وهو العيب والإثم. وشاهده كالذى قبله فى إعمالها الحافظين مع حذف نونها على نية إثباتها لأنها لا تعاقب الألف واللام.
(٤) هو لسويد بن أبى كامل اليشكرى من قصيدة مطلعها: بسطت رابعة الحبل لنا فوصلنا الحبل منها ما اتسع انظر: (المفضليات ١٩٠ وما بعدها، شعراء الجاهلية ٤٢٦).
(٥) فى المفضليات ١٩٤: «حاسر الأنفس عن سود الطمع». مساميح: أجواد، حاسرو الأنفس: كاشفوها، أى مبعدوها من الطمع.
(٦) سورة الصافات الآية (٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>