للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: من الواو، لقولهم فيه: زكوت تزكو، فأميلت ألفه، فإن كانت من الواو من حيث كان فعلا، والأفعال أقعد فى الاعتلال من الأسماء من حيث كانت كثيرة التصرف، وله وضعت، والإمالة ضرب من التصرف. ولو كان اسما لم تحسن إمالته حسنها فى الفعل، وذلك نحو العفا: ولد الحمار الوحشى، والسّنا: الذى يأتى من مكة. وقد تقدم نحو هذا، فهذا مثال يقاس به بإذن الله.

***

{خُطُواتِ} (٢١)

ومن ذلك قراءة علىّ والأعرج وعمرو بن عبيد وسلام: «خطؤات» بالهمز.

وقرأ: «خطوات» أبو السّمّال.

قال أبو الفتح: قد تقدم القول على ذلك فيما مضى.

***

{يَأْتَلِ} (٢٢)

ومن ذلك قراءة عباس بن عياش بن أبى ربيعة وأبى جعفر وزيد بن أسلم: «يتألّ» (١) يتفعّل.

قال أبو الفتح: تألّيت على كذا إذا حلفت، والألوة والإلوة والألوة والأليّة: اليمين.

أنشد الأصمعى:

عجّاجة هجاجة تألّى … لأصبحنّ الأحقر الأذلا (٢)

أى: ولا يحلف أولو الفضل منكم والسعة ألاّ يؤتوا أولى القربى. ومن قرأ: «ولا يأتل» فمعناه: ولا يقصّر، وهو يفتعل من قولهم: ما ألوت فى كذا أى: ما قصرت.

***


(١) وقراءة الحسن، وعبد الله بن عياش بن أبى ربيعة، وأبى رجاء، وأبى مجلز. انظر: (الفراء ٢٤٨/ ٢، الإتحاف ٣٢٣، الطبرى ٨١/ ١٨، الكشاف ٥٦/ ٣،٢ النشر/٣٣١، التبيان ٣٧٢/ ٧، البحر المحيط ٤٤٠/ ٦، العكبرى ٨٤/ ٢، النحاس ٤٣٦/ ٢، تحبير التيسير ١٤٨، مجمع البيان ١٢٩/ ٧، الآلوسى ١٢٥/ ١٨).
(٢) انظر: لسان العرب «هجج».

<<  <  ج: ص:  >  >>