للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: هذا وإن كان قليلا فى الاستعمال فإنه قوىّ فى القياس؛ وذلك أن يفعل فى المتعدى أقيس من يفعل، فضرب يضرب إذا أقيس من قتل يقتل؛ وذلك أن يفعل إنما بابها الأقيس أن تأتى فى مضارع فعل، كظرف يظرف، وكرم، يكرم، ثم نقلت إلى مضارع فعل، نحو يقتل ويدخل؛ لتخالف حركة العين فى المضارع حركتها فى الماضى؛ إذ كان مبنى الأفعال على اختلاف مثلها، من حيث كان ذلك دليلا على اختلاف أزمنتها، فكلما خالف الماضى المضارع كان أقيس، وباب فعل إنما هو يفعل، كما أن باب فعل إنما هو يفعل. فكما انقاد علم يعلم فكذلك كان يجب أن ينقاد باب ضرب يضرب.

فأما يفعل فبابه-على ما تقدم-فعل، كشرف يشرف. وباب فعل غير متعدّ، فالأشبه ما أخرج إليه من باب فعل أن يكون مما ليس متعديا كقعد يقعد، فكما أن ضرب يضرب أقيس من قتل يقتل فكذلك قعد يقعد أقيس من جلس يجلس وقد شرحنا هذا فى كتابنا الموسوم بالمنصف.

***

{نَتَّخِذَ} (١٨)

ومن ذلك قراءة زيد بن ثابت وأبى الدرداء وأبى جعفر ومجاهد-بخلاف-ونصر ابن علقمة ومكحول وزيد بن علىّ (١) وأبى رجاء والحسن-واختلف عنهما- وحفص بن حميد وأبى عبد الله محمد بن علىّ: «نتّخذ» (٢)، بضم النون.


(١) زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب: الإمام، أبو الحسين العلوى الهاشمى القرشى. ويقال له: «زيد الشهيد» عده الحافظ من خطباء بنى هاشم. وقال أبو حنيفة: ما رأيت فى زمانه أفقه منه ولا أسرع جوابا ولا أبين قولا، كانت إقامته بالكوفة. انظر: (مقاتل الطالبيين ١٢٧، تاريخ الكوفة ٣٢٧، الفرق بين الفرق ٢٥، فوات الوفيات ١٦٤/ ١، الطبرى ٢٦٠/ ٨،٢٧١، تهذيب ابن عساكر ١٥/ ٦، ابن الأثير ٨٤/ ٥، ابن خلدون ٩٨/ ٣، اليعقوبى ٦٦/ ٣، الأعلام ٥٩/ ٣).
(٢) وقراءة ابن عامر، والباقر، والنخعى، وحفص بن عبيد، والسلمى، وشيبة، والزعفرانى، وابن عبيد، وجعفر الصادق، ومكحول. انظر: (الفراء ٢٦٤/ ٢، الكشاف ٨٦/ ٣، النحاس ٤٦٠/ ٢، الإتحاف ٣٢٨، القرطبى ١٠/ ١٣، الطبرى ١٤٢/ ١٨، مجمع البيان ١٦٢/ ٧)، وينظر: (البحر المحيط ٤٨٩/ ٦، مغنى اللبيب ١٧/ ٢، حاشية يس ٣٦٦/ ١١، الآلوسى ٢٤٨/ ١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>