للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: قد تقدم القول على مثله، وأنه فى الأصل مالح؛ فحذفت ألفه تخفيفا.

***

{جُدَدٌ} (٢٧)

ومن ذلك قراءة الزهرى: «جدد» (١)، بفتح الجيم والدال، فيما رواه سهل عن الوقاصى عنه.

قال أبو الفتح: قال أبو حاتم: لا قراءة غير «جدد»، وقال قطرب: قراءة الناس كلهم:

{جُدَدٌ،} وقراءة الزهرى: «جدد» (٢) فأما «جدد» فجمع جدّة، وهى الطريقة يخالف لونها لون ما يليها. قال المتلمسّ:

له جدد سود كأنّ أرندجا … بأكرعه وبالذّراعين سندس

وقال الأعشى (٣):

كأنّ قطوعها بعنيبسات … تعطّفهن ذو جدد فريد (٤)

وأما «جدد» فجمع جديد، أى: آثار جدد غير مخلقة؛ فهو أصح لها، وأوضح للونها.

وأما «جدد» فلم يثبته أبو حاتم ولا قطرب. وعلى أن له معنى، وهى الطريق الواضح المسفر، فالمعنى نحو من الأول. وقد يجوز فى «جدد» -وهى جمع جديد-الفتح؛ هربا من التضعيف إلى الفتح. وكذلك جميع ما كان مثله من المضاعف: كسرير وسرر وسرر، وجرير وجرر وجرر، وتليل وتلل وتلل، وبئر جرور وجرر وجرر وجرائر أيضا. قال:

كانت مياهى نزعا قواصرا … ولم أكن أمارس الجرائرا

وعلى كل حال فللقرّاء الرواية، إذا عضدها قياس فحسبك به من إيناس.

***


(١) انظر: (القرطبى ٣٤٢/ ١٤، البحر المحيط ٣١١/ ٧).
(٢) انظر: (القرطبى ٣٤٢/ ١٤، الكشاف ٣٠٧/ ٣، العكبرى ١٠٨/ ٤، البحر المحيط ٣١١/ ٧).
(٣) من قصيدته التى مطلعها: ألا ياقتل قد خلق الجديد وحبك ما يمح وما يبيد انظر: (ديوانه ٩٥).
(٤) فى الديوان ٩٨: «كأن قتودها بعنيبسات». القتود: الرحل، بعنيبسات: اسم موضع، تعطفن: لبسبن المعاطف، ذو الجدد: الثور الوحشى.

<<  <  ج: ص:  >  >>