للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: شرقت الشمس: إذا طلعت، وأشرقت: إذا أضاءت وصفت، وشرقت: إذا احمرت لقربها من الأرض؛ فتكون هذه القراءة التى هى «أشرقت» منقولة من شرقت: إذا طلعت. وأشرقت أبلغ منه؛ لقوة نورها وإضاءتها.

وفى «أشرقت» معنى آخر، وهو أنها إذا أشرقت وأضاءت فإنما زاد نورها، وقد كان قرصها ظاهرا قبل ذلك. وأما شرقت، أى: طلعت فإنها-وإن لم يكن لها صفاء المشرقة-فإنه قد أشرف على الأرض من شخصها عقيب ظلمة الليل قبلها ما هال رائيه ونسخ ما كان من سواد الليل قبله.

فهذا القدر-لارتجاله وفجاءة وجه الأرض به-أظهر قدرا من إضاءتها عقيب ما سبق من ظهور قرصها، وطبّق الأرض من نورها.

وهذا كأن يعطيك رجل عشرة دراهم على حاجة منك إليها؛ فتقع موقعها. فإن زادك هو أو غيره درهما آخر فصارت أحد عشر، فهى لعمرى أكثر من عشرة، إلا أن قدر الدرهم المزيد عليها لا يفى بقدر العشرة الواردة على قوة الحاجة، فشرقت كالعشرة، وأشرقت كالأحد عشر، فافهم ذلك ممثّلا بإذن الله.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>