للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فى نحو قوله (١):

أقيس بن مسعود بن قيس بن خالد … أموف بأدراع ابن ظبية أم تذم (٢)

أى: أأنت موف بها أم تذم؟ فقابل بالمبتدأ والخبر التى من الفعل والمفعول الجارى مجرى الفاعل وقال الله تعالى: {سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ} (٣)، أى: أصمتّم؟ وعلى أنه لو كان: إذ فى أعناقهم الأغلال والسلاسل يسحبون، لكان أمثل قليلا؛ من قبل أن قوله: فى أعناقهم الأغلال يشبه فى اللفظ تركيب الجملة من الفعل والفاعل؛ لتقدم الظرف على المبتدأ، كتقدم الفعل على الفاعل، مع قوة شبه الظرف بالفعل.

وعلى أن أبا الحسن يرفع زيدا من قولك: فى الدار زيد بالظرف، كما يرفعه بالفعل. ومن غريب شبه الظرف بالفعل أنهم لم يجيزوا فى قولهم: فيك يرغب أن يكون فيك مرفوعا بالابتداء، وفى «يرغب» ضميره، كقولك: زيد يضرب، من موضعين:

أحدهما: أن الفعل لا يرتفع بالابتداء، فكذلك الظرف.

والآخر: أن الظرف لا ضمير له، كما أن الفعل لا ضمير له. ومن ذلك أيضا قوله:

زمان علىّ غراب غداف … فطيّره الشّيب عنّى فطارا (٤)

فعطفه الفعل على الظرف من أقوى دليل على شبهه به، وفيه أكثر من هذا فتركناه؛ لأن فى هذا مقنعا بإذن الله.

***

&


(١) من قول راشد بن شهاب اليشكرى لقيس بن مسعود بن قيس بن خالد الشيبانى فى مطلعها: أرقت فلم تخدع بعين خدعة ووالله ما دهرى بعشق ولا سقم انظر: (المفضليات ٣٠٧،٣٠٨).
(٢) فى المطبوع من المفضليات ٣٠٩: «أموف بأدراع ابن طيبة أم تذم».
(٣) سورة الأعراف الآية (١٩٣).
(٤) سبق الاستشهاد به فى (١٣٣/ ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>