للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدهما: كلمة لاغية.

والآخر: أن يكون مصدرا، كالعاقبة، والعافية، أى: لا يسمع فيها لغو، وهذا أقوى من الأول؛ لأن فى ذلك إقامة الصفة مقام الموصوف، وهذا غير مستحسن فى القرآن.

ويقال فيه أيضا: لغى يلغى لغا، قال:

عن اللّغا ورفث التّكلّم (١)

ويقال أيضا: لغى بالشئ يلغى به، كقولك: لزمه وأحبّه، فيكون كقوله: من أحب شيئا أكثر من ذكره. يقال: لغى به، وغرى به، وغره به، ولكى به، ولزم به، وسدك به، وعسق به: إذا واصله، وأقام عليه.

***

{وَرَبَتْ} (٣٩)

ومن ذلك قراءة أبى جعفر يزيد: «وربأت» (٢).

قال أبو الفتح: هذه القراءة راجعة بمعناها إلى معنى ما عليه قراءة الجماعة، وذلك أن الأرض إذا ربت ارتفعت، والرّابئ أيضا كذلك؛ لأنه هو المرتفع. ومنه الرّبيئة، وهو طليعة القوم وذلك لشخوصه على الموضع المرتفع. قال الهذلىّ (٣).

فوردن والعيّوق مقعد رابئ الضّ‍ … رباء خلف النّجم لا يتتلّع (٤)

***


(١) انظر: (ديوان العجاج ٥٩).
(٢) وقراءة خالد. انظر: (الإتحاف ٣٨١، النشر ٣٢٥/ ٢، القرطبى ٣٦٥/ ١٥، الكشاف ٤٥٥/ ٣، التبيان ١٢٧/ ٩، البحر المحيط ٤٩٩/ ٧، النحاس ٤٢/ ٣، الآلوسى ١٢٦/ ٢٤).
(٣) البيت لأبى ذؤيب الهذلى من قصيدته التى مطلعها: آمن المنون وريبها تتوجع؟ والدهر ليس بمعتب من يجزع انظر: (ديوان الهذليين ٢/ ١).
(٤) ويروى: فوق النظم لا يتتلّع، وفوق النجم. انظر: (ديوان الهذليين ٦/ ١. فوق النظم، أى نجم الجوزاء، وفوق النجم؛ أى: نجم الثريا. وفى لسان العرب «عوق»: خلف النجم، يقول: إن هذه الحمر قد وردن الماء فى آخر الليل حين طلوع الكوكب العيوق فوق الجوزاء كأنه رابئ الضرباء، وهو الرجل الذى ينظر من يضربون بالقداح، وهذا الوقت تميل فيه الثريا للغروب والعيوق خلفها قريبا قرب هذا الرقيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>