للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما «ووقتت» فكقولك: عوهدت عليه، وووفقت عليه، وكلاهما من الوقت. ويجوز أن تهمز هاتان الواوان، فيقال: أقتت، كما قرأوا: «أقّتت»، بالتشديد، وأقتت، فتكون بلفظ أفعلت، وبمعنى فوعلت.

***

{ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ} (١٧)

ومن ذلك قراءة الأعرج: «ثمّ نتبعهم» (١)، بالجزم.

قال أبو الفتح: يحتمل جزمه أمرين:

أحدهما: أن يكون أراد معنى قراءة الجماعة: {نُتْبِعُهُمُ،} بالرفع، فأسكن العين استثقالا لتوالى الحركات على ما مضى فى غير موضع من هذا الكتاب.

والآخر: أن يكون جزما، فيعطفه على قوله: «نهلك»، فيجرى مجرى قولك: ألم تزرنى ثم أعطك؟ كقولك: فأعطك ألم أحسن إليك ثم أوال ذلك عليك؟ فيكون معنى هذه القراءة أنه يريد قوما أهلكهم الله سبحانه بعد قوم قبلهم على اختلاف أوقات المرسلين إليهم شيئا بعد شئ، فلما ذكر ما تقضى على اختلاف الأوقات فيه، قال تعالى مستأنفا: {كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ،} فيكون المجرمون هنا من نهلكه من بعد. وقد يجوز أن يعنى بالمجرمين من مضى منهم ومن يأتى فيما بعد، المعنيان جميعا متوجّهان.

***

{كَالْقَصْرِ} (٣٢)

ومن ذلك قراءة ابن عباس وسعيد بن جبير-واختلف عنهما-: «كالقصر»، بكسر القاف، وفتح الصاد (٢).

قال أبو الفتح: رواها أبو حاتم: «كالقصر» -القاف والصاد مفتوحان (٣) -عن ابن


(١) وقراءة أبى عمرو، والعباس. انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٦٧، النحاس ٥٩٣/ ٣، البحر المحيط ٤٠٥/ ٨، الكشاف ٢٠٣/ ٤، القرطبى ١٥٩/ ١٩، الأخفش ٥٢٢/ ٢، مجمع البيان ٤١٦/ ١٠، الرازى ٢٧١/ ٣٠، العكبرى ١٥٠/ ٢).
(٢) وقراءة الحسن. انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٦٧، القرطبى ١٦٤/ ١٩، الكشاف ٢٠٤/ ٤، النحاس ٥٩٦/ ٣، البحر المحيط ٤٠٧/ ٨).
(٣) وقراءة مجاهد، وابن مقسم، والحسن، والسلمى، وحميد. انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٦٧، -

<<  <  ج: ص:  >  >>