قيل: هيهات، إنما ذلك إذا كانتا عينين؛ لأنهما لا يكونان إلا من لفظ واحد، وكذلك واو افعوّل؛ لأنه لا يكون فيها زائد بعدها إلا من لفظها. فأما فوعلت فالواو زائدة، والعلل إليها مسرعة؛ لأنها ليست عينا فتتحامل بها أختها. ألا تراك لو بنيت فعّل من فوعلت من القول لقلت: قوول؟ فمددت، ولم تدغم، وأجريتها مجرى فعل من فاعلت من القول، إذا قلت: قوول. ولو بنيت فعل من فعّلت القول لقلت: قوّل فأجريتها فى الصحة مجرى قطّع وكسّر.
نعم، ويجوز أن يكون أوّبت فعولت كجهور، فتقول فى مصدره على حد جهوار: إيّاب، فتقلب الواو ياء؛ لسكونها، وانكسار ما قبلها. ولم يحمها من القلب إدغامها؛ لأنها لم تدغم فى عين فتحميها وتنهض بها، إنما أدغمت فى واو فعولت الزائدة الجارية مجرى ألف فاعلت، فقد علمت بذلك أن أبا حاتم-عفا الله عنه-أغفل هذين الوجهين.