للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تزيد حمولة بعضها على نصف مليون طن ازدادت مخاوف الإنسان من التلوث.

ولقد دلت البحوث على أن تلوث مياه البحار والمحيطات لا يقتصر على طبقات المياه السطحية، بل قد يمتد إلى طبقات المياه العميقة ولا شك أن البحار الداخلية التي تطل عليها دول كثيرة تكون عرضة للتلوث أكثر من غيرها كالبحر المتوسط الذي تطل عليه خمس عشرة دولة "٧ أوروبية، ٣ آسيوية، ٥ أفريقية" لها نحو ١٢٠ مدينة ساحلية تنتهي مجاري الصرف الصحي بها إلى البحر المتوسط دون معالجة، إضافة إلى نحو مليوني طن بترول سنويا نتيجة غسل خزانات السفن أو التسرب أو عمليات التنقيب. وقد تعرضت كثير من شواطئ البحر المتوسط التي يرتادها الصائفون للتلوث بالشحوم، كما أثرت الملوثات العديدة التي يتعرض لها البحر المتوسط في الثروة السمكية حيث قلت موارد الصيد بنسبة لا تقل عن ٢٠%.

ولا شك أن ظاهرة التلوث بالبترول هي ظاهرة حديثة نسبيا لا ترجع إلا إلى النصف الثاني من القرن العشرين، لكنها ظاهرة واسعة الانتشار، ويرجع ذلك لأسباب عديدة مثل حوادث غرق ناقلات البترول، وما زال حادث غرق الناقلة العملاقة "أموكو كادز Amoco Cadiz" سنة ١٩٧٨م "حمولتها ٢٠٠ ألف طن" أمام الساحل الفرنسي ماثلًا أمام الذاكرة، وقد غطى ذلك البترول المتدفق منها مساحات كبيرة من السواحل الفرنسية وساعد على ذلك سرعة الرياح. وينشأ أيضا التلوث نتيجة تسرب البترول من الآبار المغمورة تحت مياه البحار، أو نتيجة المخلفات البترولية من ناقلات البترول، فمن المعروف أن ناقلات البترول الفارغة تملأ ما بين ٣٠-٥٠% من حجم مستودعاتها بمياه البحر للحفاظ على توازنها أثناء رحلة العودة، ثم تتخلص من تلك المياه التي قد تلوثت ببقية من البترول

<<  <   >  >>