الخام تقدر بنحو ١ إلى ٢% من حمولة الناقلة، ويعتقد بأن كرات القار التي ترى طافية على مياه البحار والمحيطات هي نتيجة اختلاط المياه الملوثة بالبترول وامتزاجها بمياه البحر.
وجدير بالذكر أن الخليج العربي يعد من أكثر المناطق البحرية في العالم عرضة للتلوث، حيث تزيد فيه نسبة التلوث أكثر من أربعين مرة على أية منطقة مماثلة على سطح كوكب الأرض، والسبب في ذلك هو أنه خليج شبه مغلق، وكثرة آبار البترول المغمورة تحت مياهه إضافة إلى العدد الهائل من ناقلات البترول التي ترتاده باستمرار سنويا، ولقد كان هذا الخليج ساحة حرب بين العراق وإيران ثم بين العراق والكويت والمملكة العربية السعودية، ولا شك أن أكبر كارثة تلوث بترولي تعرض لها الخليج العربي كانت في شهر يناير ١٩٩١ حين بدأ العراق محاولة غمر الخليج بالبترول عن طريق تفريغ كميات هائلة من خزانات البترول وناقلاته قدرت بنحو ٤ إلى ٥ ملايين برميل، كما لجأ إلى إشعال النيران في آبار البترول بما قدر آنذاك بنحو ٦ ملايين برميل كل صباح، مما أدى إلى أن تغطي السحب السوداء والداكنة مساحات من تركيا وشرق أوروبا امتدت لمسافة ٢٠٠٠ كم بتأثير تلك الحرائق.
ويرى المتابعون لأحداث حرب الكويت أن العراق حينما عمد إلى تفريغ خزانات البترول بميناء الأحمدي الكويتي إلى مياه الخليج، وكذلك تفريغ بعض الناقلات أراد أن يستخدم تلويث المياه بالبترول سلاحا يعوق إنزال قوات التحالف الدولي البحرية، كما أراد كذلك أن يعوق عمليات إعذاب مياه الخليج التي تعتمد عليها بعض الدول الخليجية ومنها السعودية، كما استهدف العراق شغل الرأى العام العالمي بتلك الكارثة البيئية في تلك المنطقة التي تضم نحو ٧٥ % من إجمالي احتياطي