باستمرار فوق الأهداف وتعطي تقارير وافية عن الظروف الجوية. وأوضحت تلك التقارير بأن ظروف هيروشيما مناسبة ولا توجد سحب تحجبها فألقيت عليها أول قنبلة ذرية في أغسطس عام ١٩٤٥م.
وعندما ندرس معارك أمريكا في فيتنام نجد أن هذه المعارك كانت موسمية، بمعنى أن الفيتناميين كانوا يشنون هجماتهم في فصل الصيف فصل المطر لعجز الطيران الأمريكي عن أداء دوره بنجاح بسبب كثرة السحب في الصيف١، كما أن الدبابات والمصفحات كانت تجد مشقة كبيرة بسبب الأوحال التي تنشأ عن الأمطار الموسمية فوق تربات رسوبية.
وإذا كان الفيتناميون قد تخصصوا في هجمات الصيف، فإن القوات الأمريكية كانت تشن هجماتها شتاء؛ وهو فصل الجفاف وندرة السحب.
من الأمثلة السابقة يتضح لنا أن للمعرفة الجغرافية دورا مهما في المعارك الحربية، ولقد أصبحت دراسة ظروف البيئة الجغرافية واستغلالها في المعارك فرعا مهما من فروع الجغرافية التطبيقية هو الجغرافية العسكرية، والتي يمكن إيجاز تعريفها في أنها فن استغلال ظروف البيئة الجغرافية في خدمة المعارك العربية.