للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من العلماء من تخصصات مختلفة بالدراسات البيئية كل من زاوية تخصصه، فالبيئة بتعدد جوانبها الطبيعية والبشرية مجال رحب فسيح يسع الباحثين على اختلاف تخصصاتهم ذات العلاقة، وليس من المبالغة أو من ضروب التحيز أن نقول إن الجغرافيا أنسب العلوم وأقدرها على الدراسات البيئية، ويزكيها لهذه المكانة ما تتسم به من شمولية المعالجة لأبعاد البيئة بشقيها الطبيعي والبشري.

إن الإنسان يعتمد على النبات والحيوان في توفير كثير من حاجاته الغذائية، وهو يحاول استغلال هذه الموارد بطريقة منظمة ليضمن تلبية احتياجاته وزيادة الإنتاج من نفس الإمكانات المتاحة، وهو هنا يتعامل مع نظام معقد يقوم على التفاعل المتوازن بين كائنات البيئة الحية أو ما يطلق عليه النسق البيئي ECOSYSTM١. يقسم العلماء سطح كوكبنا إلى أنساق بيئية، لكل نسق خصائصه التي تميزه وتحافظ على اتزانه، إلا أن تدخل الإنسان يحدث اختلالا في توازن البيئة، وعلى سبيل المثال: يتدخل الإنسان لتطهير منطقة غابية من أشجارها ليعدها للزراعة، فيحرق أو يقطع ويجتث أشجارها وبالتالي يلحق الضرر بالحياة البرية التي تسهم في إضافة المواد العضوية إلى التربة، وإزالة الغابات يؤدي إلى تغير المناخ وإلى جرف التربة؛ لأن سقوط الأمطار الغزيرة على التربة مباشرة دون وجود أشجار يؤثر على التربة نتيجة لاصطدام قطرات المطر مع التربة العارية، مما يؤدي إلى تفكيكها وجرفها بسبب عدم وجود نباتات تحد من سرعة اندفاع المياه وعدم وجود جذور نباتات تثبت التربة.


١ David Briggs and Peter Smithson, Fundamentals of Physical Geography, ١٩٨٦, London, pp. ٤٢٦-٤٢٩

<<  <   >  >>