إن النظام البيئي البشري Anthropogene Ecosystem نظام حضاري له متطلبات عديدة متنوعة معظمها ترتبط باستغلال البيئة، ومن هذه المتطلبات الزحف العمراني وإقامة المباني الأسمنتية محل الغابات، حتى أطلق بعض الباحثين والمفكرين على المدن غابات الأسمنت، كما أن إقامة المدن الصناعية والتوسع فيها على حساب أراضي الغابات أو الحشائش الطبيعية يؤدي إلى تلوث الجو بأدخنة المصانع، وبالتالي سقوط الأمطار الحامضية Acid Rains
إن الدراسات البيئية وتقارير الهيئات الدولية تشير إلى أن هناك كثيرا من المشكلات البيئية، وأن هذه المشكلات تزداد يوما بعد يوم، ومن هذه التقارير تقرير برنامج البيئة الصادر عن الأمم المتحدة في مايو ١٩٩١م١، والذي استعرض بعض المؤشرات ذات الدلالة الخطيرة منها: أن ستة ملايين هكتار على الأقل من الأراضي الزراعية تتحول سنويا إلى صحارٍ لا قيمة لها؛ بسبب قطع الأشجار واتباع أساليب بدائية في استغلالها، كما أن ما يدمر من الغابات سنويا يصل إلى أحد عشر مليون هكتار تحول إلى أراضٍ زراعية محدودة الإنتاج وفي سبيلها إلى التصحر، ويقدر التقرير متوسط ما تستنزفه الدول الصناعية من موارد عالم الجنوب أي عالم الدول النامية بنحو ستين مليار دولار سنويا، والنتيجة المترتبة على ذلك زيادة ديون هذه الدول وانخفاض أسعار موادها الأولية، وقدر التقرير أن ما يموت من أطفال هذه الدول لا يقل عن ٤٠٠٠٠ طفل يوميا بسبب أمراض الحصبة والملاريا والإسهال وسوء التغذية
١ سمير حنا صادق، العرب ومشاكل البيئة، مقال بجريدة الأهرام القاهرية، في ٢٧/٥/١٩٩٢م، ص١٣.