للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لَمَّا أَتَى زَوْجُهَا وَصَفَتْهُ له والله أعلم [ (٨) ] .


[ (٨) ] سيرة ابن هشام (٢: ١٠٠) ، والسيرة الشامية (٣: ٣٥٠- ٣٥١) .
قلت: هكذا ذكر البيهقي، ولم يعرج على قصة ام معبد كما وردت في المستدرك للحاكم، والطبراني، وابو نعيم في الدلائل، وقد رويت عن حبيش بن خالد الخزاعي القديدي أخي أم معبد، كما رواها ابن سعد عن أبي معبد، وابن السكن عن ام معبد والبزار، ولا غنى عن ذكرها في هذا الموطئ،
روى الطبراني والحاكم وصححه، وابو نعيم، وابو بكر الشافعي عن حبيش بن خالد اخي أم معبد رضي الله عنهما، وابن السكن عن أم معبد: ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حين خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر، ومولى ابي بكر عامر بن فهيرة ودليلهم الليثي عبد الله بن الأريقط، مروا على خيمة ام معبد الخزاعية، وهي لا تعرفه، وكانت برزة [وهي الكهلة التي لا تحتجب احتجاب الشواب وهي مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس للناس تحدثهم، من البروز وهو الظهور] .
جلدة [قوية] تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم، فسألوها لحما وتمرا ليشتروه منها، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، وإذا القوم مرملون [أي نفد زادهم] مسنتون [أي أجدبوا وأصابتهم سنة وقحط] .
فقالت والله لو كان عندنا شيء ما أعوزناكم، فنظر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى شاة في كسر الخيمة [أي جانبها] فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: هي أجهد من ذلك.
قال: أتأذنين لي أن أحلبها؟
قالت: بأبي أنت وأمي نعم، ان رأيت بها حلبا فاحلبها، فو الله ما ضربها فحل قط [أي ما ألقحها فحل] فشأنك بها.
فدعا بها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فمسح بيده ضرعها وظهرها، وسمّى الله عز وجل ودعا لها في شاتها، فتفاجّت [فتحت ما بين رجليها للحلب] عليه، ودرّت، ودعا بإناء يربض [يروي] الرهط، فحلب فيه ثجّا [كثيرا] ، حتى علاه البهاء [بريق الرغوة] ، ثم سقاها حتى رويت، ثم سقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب صلّى الله عليه وآله وسلّم آخرهم، وقال: «ساقي القوم آخرهم شربا» . [أخرجه الترمذي وابن ماجة] ،
ثم حلب فيه ثانية بعد بدء حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها. فبايعها وارتحلوا عنها.
فقلّ ما لبث ان جاء زوجها أبو معبد، يسوق أعنزا عجافا يتساوكن [تتمايل من ضعفها] هزالا، فلما رأى اللبن عجب فقال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب ولا حلوب في البيت [والشاة العازب اي بعيدة المرعى لا تأوي المنزل في الليل، ولا حلوب اي لا شاة تحلب] .
قالت: لا والله إلا أنه مرّ بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا.
قال: صفيه لي يا أم معبد. قالت: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة [الحسن] ، أبلج الوجه [مشرق] ،